الثلاثاء، 22 فبراير 2011

الطبخة باظت

في أول الأمر أود أن أروي هذه الحكاية
إذا إنـتـقل أي منكم مع والديه إلى مسكن جديد، شقة أو فيلا أو قصر أو حتى غرفة واحدة بالتأكيد سيمر عليه هو و أسرته بعض الوقت يشعرون فيه بالإرتباك و أن كل شيئ "ملخبط" و غير موجود في مكانه.

ما الذي سيحدث في هذا الوقت "المكركب" إذا طلبت من ست الحبايب أن تعد لك "أكلة" إنت بتحبها؟ و لأنك جائع للغاية أردت منها الإنتهاء بسرعة البرق كما لو أنها ساحرة، لذا ظللت "تزن" على أذنها، رد الفعل سيكون واحد من إثـنـيـن، إما أنها ستحاول جاهدة الحفاظ على هدوءها و لكن بدون تركيز في عملية "الطبيخ"، أو أنها ستنفجر من وجهك لإسكاتك لأنك صدعتها.

النتيجة في الحالتين واحدة... الطبخة باظت، لا منك أكلتها، و لا منك "ريـحـت" أمك، و خليك بقى جعان يا أنتكة.
أن تطلب أمراً مشروعاً فهذا حق يكفله لك الجميع، لكن أن تستغل ظروفاً معينة لتطلب هذا الحق بإصرار و "زن" شديدين، فأنت الآن إنتقلت من خانة صاحب حق إلى خانة مستغل للظروف، و برضه كده هتضيع حقك يا أنتكة.

هناك مثل قديم يقول "أخذ الحق صنعة"، و معناه أنك لكي تطالب بحق هو في الأصل لك لا بد أن تكون ذكياً، و إلا سيضيع عليك حقك، و ستصبح أنت المعتدي على الغير، مع أنه في الأساس... أنت صاحب الحق يا أنتكة.
ظباط الشرطة أعلنوا إضراباً لأن لهم بعض المطالب، إذاً من الذي سيخرج المعتقلين من الأماكن التي لا يعلمها إلا الله و هم؟؟؟

موظفوا البنوك أعلنوا إضراباً لأن لهم بعض المطالب، إذاً كيف سيقبض باقي المواطنون مرتباتهم؟؟؟
بعض العاملين بوزارة الصحة أعلنوا إضراباً لأن لهم بعض المطالب، إذاً من الموجود في المستشفيات و العيادات؟؟؟

هذه الأمثلة هي بعض من كل، ستجد عزيزي "الأنتوك" أن كل الأمور متشابكة و كل المصالح متداخلة مع بعضها البعض، و أن المتضرر الأول من هذه الوقفات هو أنت، يا من تقف محتجاً في مثل ذه الوقفات... المتضرر الأول هو أنت يا أنتكة.

إذا أردنا فعلاً أن نحقق كل مطالبنا التي تـتـثـمل جميعها أو معظمها حالياً في رفع المرتبات أو إقالة بعض رؤساء مجالس إدارة فاسدين فكيف سنحققها إذا كنا سنظل في الشوارع معطلين الحياة تماماً؟؟، كيف سنعيد بناء دولة أسقطها فساد دام لـ30 عاماً؟؟، لن نعيدها إلينا إلا بالعمل، و العمل بإخلاص و ضمير... يا أنتكة منك ليه.

الثقة لا بد أن تبدأ بنا، نثق في الحكومة الجديدة حتى تثق هي بنا، نكشف رموز الفساد التي لم تنكشف بعد و نحن نمارس أعمالنا بشكل طبيعي، نعلن عن طلباتنا بدون أن يؤذي بعضنا البعض، نتابع ما وصلت إليه الأمور بكل دقة بدون أن نسبب أي هرجلة أو فوضى... فوضى تسمح للبعض بإستغلال الظروف يا أنتكة.

وجدت أن البعض يقول أننا نثق في الحكومة الحالية لكننا لم نرى منها سوى الوعود و التصريحات، لم نرى أفعالاً!!!!، هي الحكومة الحالية بقالها كام سنة؟؟؟ دي لسة يا دوب بنت إمبارح، و كنا في السابق نلوم الحكومة على القرارات الخاطئة، لمذا نطلب من هذه الحكومة قرارات سريعة، أي قرار متعجل أو في غير محله لن يسبب سوى أمر واحد، إن الطبخة هتبوظ يا أنتكة.


بقلم م / مصطفى الطبجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق