الثلاثاء، 22 فبراير 2011

حتى لا نفقد الثقة في أنفسنا


تطورت الأحداث، حادث تلو الآخر، تخبطت القرارات، قرار تلو الآخر، تشتت الأفكار، فكرة تلو فكرة، حتى أصبح الجميع لا يعلم ما هو التصرف المثالي، و ما هو القرار الحكيم.

إذا نظرنا لمضمون الخطاب الثالث لسيادة الرئيس فسنعلم أنه تنحى، لكن الشعب لا يفهم، يريد أن يسمعها صريحة، كأن الحفظ طوال فترة التعليم قد لغت العقول، ما الفرق بين أن يقولها الرئيس صراحة أو أن يقولها بشكل دبلوماسي، المهم أنه تنحى... و بلا رجعة.

بعض الذين لم تنجبهم ولادّة أفتوا أنها ربما تكون خدعة، خدعة يهدأ بها الشعب، حقنة مسكنة، و بعد أن يهدأ الجميع و يعودوا إلى منازلهم فسيعود للسلطة مرة أخرى، كيف يعقل أن يسلم الرئيس كل سلطاته إلى نائبه ثم يعود في قراره، هو شغل عيال و لا إيه، و إذا كان الشغل شغل عيال فهو يمكن أيضاً أن يتنحى ثم بعد إستقرار الأمور يعود للحكم مرة أخرى، ماهى فوضى بقى.

يا شباب الـ25، يا من خرجتم لتقولوا لا لكل مظاهر الفساد، يا من طالبتم بحقوق كل مصري عاش و مات و سيولد على تراب هذه البلد، إفهموا أن مطالبكم قد أجيبت، الرئيس قد سلم سلطاته لنائبه عنه و غادر بلا عودة، تم تعديل الدستور، تم تغيير الحكومة، إلغاء قانون الطورائ، إنتهى عصر التوريث، النائب العام يقبض على الفاسدين تباعاً، ماهو المطلوب بعد ذلك؟؟

البعض مازال يقول لن نتحرك حتى يرحل!!! الرجل رحل، لماذا لا تفهمون؟؟، البعض يقول لن نرحل حتى يتم تحقيق جميع المطالب، الجيش وعد بأنه الضامن الأول و الأخير على تنفيذ جميع الطلبات، لماذا لا تـثـقون؟؟

منذ خمسة أشهر كان البعض ينادي بأن يكون عمر سليمان هو رئيس الجمهورية بدلاً من جمال مبارك، اليوم الكثيرون يرفضون هذا الرجل، لمجرد أن مبارك إختاره نائباً، إذا سألت أحدهم يخبرك فوراً بكلام مكرر و محفوظ أن عمر سليمان من عينة مبارك، لماذا إذاً إخترتموه رئيساً من قبل، ثم أن هذا الرجل لن يمكث في السلطة إلا لموعد الغنتخابات الرئاسية القادمة حتى أن الدستور لن يسمح له بالترشح للرئاسة، أي أنه ذاهب بلا رجع هو الآخر.

منذ يوم 28 يناير و الجميع يرحب بالجيش، الجميع يشيد بدوره في حماية المتظاهرين، الكل يشيد بمواقفه الحيادية، لا يعلم البعض أن الجيش يحمي الدولة، حتى من رئيسها إذا لزم الأمر، وثقنا في رجال القوات المسلحة، لماذا عندما أعلنوا أنهم سيكونوا الضامن على تنفيذ كل كلمة قالها الرئيس في خطاباته الثلاثة سقط جدار الثقة، هل أصبحت لا نثق في من كنا نثق بهم في الأمس، أخشى غداً ألا نثق في أنفسنا، و أن يكون حال الفرد منا هو الشك في كل من حوله.

ثار الشباب، و طالب بمطالب شرعية، تحقق منها الكثير، لم يتبقى سوى حل المجالس الباطلة، القوات المسلحة تضمن ذلك، لماذا لا نعطيها الفرصة؟؟؟

دعونا نفهم بأن مبارك قد رحل، دعونا نثق قليلاً في قواتنا المسلحة.


بقلم م / مصطفى الطبجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق