الأحد، 16 يناير 2011

ليـسـانـس الهنـدسـة


حتى أثناء النوم مازال ذلك العـقل المخـتـل يعمل بكامـل طاقته، فـلـقـد إستـيـقـظت من نومي في الخامسة فجـراً مفـزوعاً، لا لأني أخـاف من ضياع حـكمي و زوال سلطاني فأنا على باب الله، و لا من سقوط البورصة المتكرر و ضياع أموالي فأنا على فيـض الكريم، كل ما في الأمر أني حـلمت أني أكتب مقالاً جديداً تحت عنوان تخاريف نص كوم.

إستيقظت من نومي و كامل المقال في عقلي أراه كأني قد رفعته بالفعل على مدونتي الخاصة اللي محـدش معبـرها، العنوان كان مناسباً جداً للتخاريف الكثيرة التي كان يحـتـويها المقال، خـلـدت إلى النوم مرة أخـرى مع قرار إتخذته أن أول ما سأفعله في الصباح هو تـحـويـل ذلك الحلم إلى مقال جيـد.

عندما إستيقظت من جـديـد في الموعـد الطبـيـعي لباقي البـشـريـة لم أتـذكر من المقال سوى عنوانه و أول جملة منه و الذي كان يـبـدأ بـ "بعد حصولي على ليسانس الهنـدسة!!!".

أسكت ... لأ ماسكتـش، عقلي يهمد ... أبداً مايحصلش، لابـد أن أستـرجـع ما فقدتـه، و أنـسب طريقة لإسترجاع شيئ ما لا تـتـذكـره هي عـدم البـحث عنـه، و أنـسـب طريقة لإخفاء معالم جريمة هي إعادة إعمار المكان بـحـجـة المظهـر العام و مراعاة الحالة النـفسويـة للمتـضرريـن.

بذلك تكون قـد ضربـت عـصفـوريـن بـحـجـر واحـد، أخفيت معالم الجريمة و حصلت على أعلى تـقديـر في مادة الغباء، كونجـراتـيـوليـشـن.

لتحكم بلداً يكفي أن تكون غيـوراً عليه، أما لتغيـيـر الحاكم فيكفي أن تـسكب البـنـزيـن على نـفسك لتـحـرق النظام بأكلمه، في جميع الحالات المهم أن تكون مؤمناً بما تفعل، فلا يجوز أن تحكم بلداً فقط لأنك إستـيـقـظـت باكراً لتبحث عن وظيفة جديدة، و لا يجوز أن تحـرق نفسك فقط لأن هناك من سبـقك و فـعـل و تـأثـر الناس به.



بقلم م / مصطفى الطبـجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق