الأحد، 2 يناير 2011

سـلسـلة مـفـاتـيـح

عادة متأصلة في لا أعرف إن كانت عيـباً أم ميـزة، فحتى في أيام الأجازات أو العطلات الرسمية أستـيـقـظ مبكراً، الكل نيام مستمعيـن بالدفء أما أنا فآخذ اليـوم من أوله، و حتى نهايته، في ذلك اليـوم ذهبـت إلى الميكانيكي بناء على الموعد المحـدد بـيـنـنـا، فـوقت الصيانة الدورية قد حان.

في العاشرة صباحاً كنت أقف أمام الورشة ...... المغلقة بالضبة و المفتاح، مازال نائماً ذلك المحظوظ، إتصلت به لأخبـره بوصولي، أخبـرني أنها ربع ساعة و سيكون واقفاً أمامي بشحمه و لحمه، ذكرني ذلك بأحد الأشخاص الذي عنـدما كنـت أسأله عن مكانه حالياً يخبرني أنه على باب الشركة، مع أنه كان مازال يغسل وجهه في الحمام.
لتـضيـيـع الوقت بحثـت عن ما يـسليـني، فكـرت في الإستماع إلى بعض الأغاني لكني تذكرت أن تسجيل سيارتي كأي صديق وفي مخلص، يتخلى عني في وقت الأزمات، هو الآن لا يـعـمل، لقطت عيني سلسلة المفاتيـح، تذكرت على الفور كلام كثير من الأصدقاء عن ضخامة هذه السلسة و أني أحمل معي الكثير من المفاتيح على غيـر العادة البشرية، فكرت في إعادة جدولة هذه " الكبـشة " و التي ستـكون بالتأكيد أسهل من جدولة ديـون رجال الأعمال اللي خدوا اللي فيه النصيـب و هربوا.

أول مفتاح كان مفتاح سيارتي، هي ليست آخر موديل إلا أني أعتـز بها كثـيـراً، على الرغم من أعطالها المؤثرة أحياناً و التي جعلتني أفكر في شراء سيارة أخرى إلا أنها أصيلة، كثـيـراً ما كنت تـقيـني سـوء الأحـوال الجـوية، و سـوء المـواصلات، و سـوء الحـظ و سوق على مهلك سوق، هذا المفتاح هو علامة من علامات الرفاهية إذاً.
المفتاح الثاني هو مفتاح شقتي، فبعد أن كنت أعزباً مسؤولاً عن نفسي فقط، تغيرت الأحوال و تبدل الوضع و أصبحت مسؤولاً عن أسرة بكاملها، تغيـر في نظام المعيشة و حياة جديـدة يـقبـل عليها كل شاب بصدر مفتوح و عـقـل ملهـوف و قـلـب محبـوب، كنت أنا كذلك.

المفتاح الثالث هو مفتاح دولابي في العمل، عندما تسلمت وظيفتي سلموني ذلك الدولاب لأضع به متعلقاتي الشخصية، أخبرني الأشخاص الأكبر سناً أنه يحبذ وضف قفل نحاسي على الدولاب لأن ولاد زبيدة لم يتركوا شيئاً يمكن سرقته إلا و سرقوه، من أول الشاي و السكر وصولاً إلى دهان الحائط.

المفتاح الرابع كان أثـقل المفاتـيـح، هو مفتاح مقابر العائلة، عندما لمسته أطراف أصابعي تذكرت على الفور كم من الأشخاص ذهبت بنفسي لأهيئ لهم المدفن، كم من الأشخاص ودعتهم و هو ذاهبون إلى مثواهم الأخيـر، مفتاح لا أتمنى إستخدامه أبداً، إلا أنها طبيعة الحياة، اليوم أنا أستخدمه و غداً سيتخدمه أحد آخر ليهيئ لي المكان أنا أيضاً.

لم أكمل باقي السلسلة، فلقد علمت أنها ليست مجرد سلسلة من المفاتيـح ألقيها في أي مكان بلا إهتمام، بل إنها حياتي، الماضي الذي عشتـه بحلوه و مره، بفرحه و حزنه، و حاضري الذي أتـنـاطح معه كثـيـراً حـاليـاً، و مستـقبلي الذي أجهله فلا أعلم ما يـخـفـيـه عني القدر.



بقلم م / مصطفى الطبـجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق