الاثنين، 3 يناير 2011

النـاس الغـلابـة

في جميـع دول العالم على كوكب المريخ نـجـد الصحف القوميـة - إن وجدت - (تغطي) آخر الأخبار و الحوادث العالمية و المحلية، أما الصحف القومية لدينا فهي (تـنـام) في الخط، بمعنى أنه إذا صادف وقوع حادث مأسوي محلي و فكرت في شراء أحد الجرائد القوميـة فإنك ستـجـد أن ال25 صفحة تتكلم عن هذا الحادث فقط، كأنه لا يوجد في هذا الكـون الفسيـح أية أخبار أخرى، أو حوادث أو كوارث أو حتى إنجازات، أو ربما لأنها فرصة للراحة و التـعسيـل على مكتـب المديـر.

و المديـر تلاقيـه مرتبه كبـيـر، بحكم منصبـه، لكن مع ذلك يـنـظـر بعيـن الحـسـد و الغيـرة إلى مرتب الموظف الغلبان اللي يوم 10 في الشهـر بيكون مش عارف ينام .... لأنه جعان، و لما ربـنـا يكرم في أول السنة صاحب الشركة يوزع هدايا معنـويـة على الموظفيـن، يأخذ المديـر نصيـب الأسـد ..... لأنه جعان.

كما قال " ليو تولستوى " فإن الجميع يـفكـر فى تـغيـيـر العالم، لكن لا أحد يفكر فى تغيـيـر نـفـسه، لذلك فكرت في تغيـيـر الحـذاء بآخـر جديـدعلى أساس أن تغيـيـر النفس أكثـر صعـوبة مـن تغيـيـر العالم، فالأولى (أمّـارة) بـالسـوء، و الثاني مفيـش فيه (أمـارة) إنه يـتـعـدل.

لـذلك يـبـقى الحـال على ماهو عليه و على المتـضـرر اللجوء لمحطة البنـزيـن قبل إلغاء بنزين 80 بتاع الناس الغلابة، الخوف الآن من القـرار القـادم الذي سيـكون أفضل و أشمل و حلاً فورياً لجميع المشاكل، و هو إلغاء الناس الغلابة نـفسهم.




بقلم م/ مصطفى الطبـجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق